الهروب من علم النفس ..
في الشرق الأوسط يعتبر المجتمع الإعتراف بالأمراض النفسية أمر مشين و معيب ، و الذهاب لطبيب نفسي أمر معيب يصل لدرجة التحريم عند البعض ..
و يقولون عبارة مشهورة لكل شخص لديه مشاكل نفسية بأنه يتدلل ولم يذق مر الحياة التي ذاقها أجدادهم و ولم يكن لهم أمراض نفسيه ، ولو نظرنا عن كثب في تاريخ أجدادهم لوجدنا كوارث نفسيه ظاهرة كانوا يمرون بها و من أبرزها التفاخر بالأنساب و الكرم ..
المجتمع في الشرق الأوسط رفض علم النفس بحجة إن لديهم البديل النافع ، وهو "الدين الحنيف" و إن التعلق بالله يُذهب جميع هذه الأعراض النفسية والوهمية ، متناسين حكمة الرسول الأعظم علية الصلام والسلام عندما أمر بمبالغ مادية للمؤلفةِ قلوبهم، و عندما انزعج الصحابة و وجدوا على الرسول بعد غزوة حنين لم يهملهم عليه الصلاة و السلام بل تدارك هذا الموقف العصيب بأن ذكرهم بأن الناس سوف يأخذون أموال و هم سوف يعودون للمدينة و معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
الدين لا يتعارض أبداً مع علم النفس ، إذا لماذا هذا الهروب من التحليلات النفسية ؟ ولماذا هذا التهكم على هذا العلم على وجه الخصوص ؟
جميعنا يعلم إن الرجل غالباً في المشرق العربي لديه خاصية معينة وهي البروز في كل شيء ، أي أنه مميز في كل شيء وفي كل العلوم و لديه القدرة على فعل كل شيء وفهم كل شيء ، لذلك يتحدث في كل شيء ولا يفعل شيء ..
لذلك قد نجد أغلبية عُظمة منهم يُبالغ في الكرم حتى يُقال عنه رجل كريم وسط عشيرته و العشائر المحيطة ويتفانى في خدمة بعض الأشخاص و إن تضرر حتى يُقال عنه رجل خدم فلان ولم يأبه لنفسه ..
هذه الفئة العظيمة من المجتمع ترفض رفضاً قاطعاً أن يكون بينهم شخص يستطيع تحليل اضطراباتهم النفسية و ترفض رفضاً تاماً أن يقول عن فلان يفهم الأشخاص ولديه قدرة قوية على تحديد سمات شخصيات الناس ، وبذلك يتفوق الطبيب النفسي على بقية الرجال فيُصبحون أقل مرتبة منه ، و السبب هو موضوع مهم عند البشر وهو البحث في سوكليات الناسلذلك نجد إن أغلبيتهم يتظاهر بأن له شخصية غامضة تكونت من مصاعب الحياة ، فهو يعمل 8 ساعات في وظائف شاقة جداً تحت المكيف ، ويجلس في المقهى مع أعتى المجرمين ، ويزور أشد الأماكن شراسة ووحشية على وجه الأرض "البر" ليتعلم القسوة من شراستها ..
في المقابل ، احتضن الغرب علم النفس و اهتموا به منذ القرن 19 عشر عندما هاجر فرويد من أوروبا إلى أمريكا ، ومن أمريكا نشر علومه ..
تمكن الغرب بقوة السلاح من السيطرة على أهم المراكز الجغرافيه ولكن تلك الأمكان يسكنها أشرس المخلوقات البشرية التي ترفض من غربي وضيع يحكمهم ، فتدارك الغرب إن السلاح الذي يتقوون به سوف يقتلهم في نهاية المطاف لذلك كان عليهم أن يلجؤا لحلية اخرى تجعلهم يتمكنون من رقاب هؤلاء الأشخاص الشرسين ..
درس الغرب نفسياتنا بشكل مفصل و علموا نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا ..
فنصبوا الأقلية على الحكم ، و أعطوهم صبغة قومية ، هذه القومية حركت عند الشعب العنصرية ، فلتفوا حول قائدهم الجديد الذين لا يعلمون عن أصله شيئاً ..
بـ اسم هذه القومية تمكن الحاكم من ضرب كل جسور التواصل بين الشعب الواحد ففرقهم و استحكم رقابهم ..
ثم قام ببث الجهل بين الناس وكدس رؤوسهم بالشعارات الرنانة التي صارت مجرد حوارات وتراشقات بين الشعب نفسه ..وكانت النتيجة إن الغرب أوصلنا إلى معضله نفسية خطيرة وهي الإغتراب ، فصار الإنسان غريباً عن نفسه و عن مجتمعه ، و السبب واضح جداً ، وهو كلام بلا أفعال و تفاخر بتوافه الأمور ، وحرمان من أبسط الحقوق الدينية و الإنسانية و المدنية ، و من نسخر منهم و نقول يربون الكلاب يتنعمون بحقوق نحن لا نعرفها ..
كيف تمكن الغرب من إحكام قبضته علينا ؟ ، عن طريق دراسة حياتنا الإجتماعية والنفسية أي علم النفس ، الذي تسميه أنت (كلام فاضي) ..