من الطبيعي إذا أمضيت إجازة سعيدة خارج البلاد بعد عودتك تحكي عن أحداث رحلتك ، و تقوم مشاركة المقربين لك بعض الصور و الفديوهات ، و أنت تشعر بالسعادة و الإرتياح ..
و من الطبيعي إذا اشتريت سيارة جديدة بأن تتحدث عنها و عن مميزاتها وعن مواصفتها ، وتحكي قصة بحثك عنها و كيف و جدتها تتناسب مع متطلباتك ، وهذا من حقك لا أحد يلومك ..
ولكن !!نجد بعض الأشخاص تعبس وجوههم إذا ما شاهدوا السرور على وجوهنا وكأنهم يتمنون زوال النعمة عنا وهذه الوجه العابسة تزعجنا وتضايقنا جداً ..
هل فعلاً سبب هذا العبوس هو الغيرة والحسد ؟ليس دائما .
هناك اشخاص حالتهم المادية سيئة جدا و ظروفهم الأسرية أسوأ ، وكل يوم يُقتلون وهم أحياء ،لا أحد يشعر بوحدتهم لا أحد يواسي وحشتهم ، يسقون السم الزعاف عبر مسامعهم وعبر أنظارهم ، و كل يوم في حياتهم هو نفس اليوم لا يتغير ..
عندما يراك تستمتع بحياتك تتغير ملامح وجهه هذا لا يعني حسداً بل هو بدأ يرى نفسه وسوء وضعه و حالت الظلم التي فُرضت عليه فتألم على نفسه و لسان حاله يقول لماذا أنا دوناً عن الكل لا أعيش حياة فيها سعادة ..
إذا أردت أن تعرف الفرق بين الحسد والألم ..
انظر لحالته المادية ، قد تكون اختك و قد يكون أخاك ، انظر لحالته الأسرية انظر لمشاكله الحياته بشكل عام وقارنها بنفسك ، إذا كان فعلاً لديه ما لديك ولكنه أحمق ويغبطك على رجاحة عقلك فهذا حسود و إذا كان مجبوراً كيف يكون حسود ؟
أنت من حقك أن تستمتع ولكن رعي مشاعرهم رعاك الله ، ولا تنشر كل شيء في كل مكان ، هناك أناس محرومين ولا أحد يدري عنهم ..
بقلم حرفين
الضيقة المفاجئة ..
مقالة للمغتربين فقط ..
نستيقظ في بعض الأحيان من نومنا فنجد إننا نشعر باختناق فظيع وضيقة قاتله ، لا نعلم سببها ولا يوجد سبب حقيقي واضح يجعلنا نقول نعم حصل معنا موقف بسببه حصلت لنا هذه الأزمة النفسية ونسأل أنفسنا ياترى ما سبب هذه الضيقة ؟ ..
سوف أجعل المثال مرتبط بشهر رمضان ..
أنت متعود دائما على قضاء شهر رمضان مع أهلك و أحبابك تُشارك بنفسك كل اللحظات وتعيش الأجواء معهم تشعر بالفرحة و أنت معهم ، تقوم بتحفيز نفسك معهم دون أن تُخبر نفسك إنك تُحفزها ، لأن التحفيز هنا مفروض عليك بسبب العادات الإجتماعية والدينية ، فصارت عندك هذه الأجواء والمشاعر مرسخة في داخلك ، تتجدد كل سنة في نفس المواعد ..
عندما تغترب في السنوات الأولى لا تشعر بالضيقة فجأة بل تشعر بها إذا سمعت صوت أحبابك أو شاهدت صورا لهم وهم منهمكين في التجهيز لإستقبال شهر رمضان ،فتشعر بالحزن لفقدك هذه الأجواء معهم ، في بداية الغرب تكون مشاعرك غير مستقرة ومتوترة جداً دون أن تشعر ، تتوتر المشاعر ما بين فرح و حزن واكتشاف وخوف وبحث عن الذات وقلق ، بسبب إن المكان جديد والحياة مختلفة والأهداف تسعى للحصول عليها ،كل هذه المشاعر المتضاربة تجعل ذاكرتك العصبية تنسى مؤقتاً ما كنت متعوداً عليه ، فلا تظهر المشاعر المخبأة بسهولة ، وتكون المشاعر الظاهرة الحسية هي التي تسود الموقف ..
بعدما تستقر ، وتزول عنك رهبة المكان الجديد ويصبح مل شي عادي بالنسبة لك ، تستقر مشاعرك ، وعندما يأتي عليك شهر رمضان وقبل اول ليلة من ليالي رمضان تستيقظ من نومك متضايق و مُختنق و أنت لا تدري ما سبب هذه الضيقة ، سببها إن مشاعرك تحتاج لتلك الأجواء التي فقدتها في غربتك ، هذه المشاعر ليست وليدة اللحظة ولا تحتاج لموقف حتى تتحرك بل هي مسجلة منذ وقت طويل في ذاكرتك العصبية والعاطفية ،وتنتظر فقط أن يأتي وقتها فتظهر ، وقد تستمر معك الضيقة لليوم الذي بعده حتى تجبرك على البكاء ، مع مرور الوقت سوف تزول الضيقة من تلقاء نفسها ، كل ما عليك فعله هو التحدث مع شخص لطالما شعرت بدفئه حتى تشعر بالرحة النفسية المطلوبة ..
الفرح و الألم والحسد
4/
5
بواسطة
حرفين