الصعود الى الهاوية
ونحن في أمس الحاجة الى شمعة تضيئ لنا الطريق قد نسير في طريق نعتقد أنه صحيح وأنه مخرجنا من الظالم الحالك الذي إجتاح حياتنا وقتل أحلامنا ... نبحث في الأرجاء عن أي علامة تخبرنا أن الطريق من هنا .. نسارع بلهفة لسلك ذلك الطريق الذي نعتقد في أخره سوف نرى ذلك النور المتوهج والذي بدوره سوف يزيل كل الأسى الذي مررنا به وكل الألم الذي شعربنا به ... نتعلق بهذا الأمل كـ تعلق الغريق بقشة تنجيه من الغرق ... كل شاب يقتات على المخدرات ويروي عطشه بالمسكرات وشذ أخلاقه عن المعتداد .. كان في يوم من الأيام شاب سوي مثل باقي الشباب .. ولم يولد بهذه الصفات والطباع .. كل فتاة عاشرت عشرات الشباب وكتمت انفاسها لفافات التبغ كانت يوم من الايام فتاة سوية ولم تولد بهذه الطباع والصفات .. ما الذي حدث لهوؤلاء الشباب والبنات ؟.. وكيف وصلوا الى هذا الحد من الإنحدار الأخلاقي والصحي ؟ .. أنه اليسأس عزيز القارء هو من يوصل الناس الى هذا المتسوى من الإنحدار .. ذلك الشباب قبل ان يدخل الى هذه المغارة المظلمة كان يعيش حياة صعبة يحارب ليثبت ذاته ويسابق ليلحق بالركب ويكون له مكان إجتماعي بين الناس ومكان وظيفي مرموق وحياة أسرية سعيدة .. في ظل محاولته واجتهادته اصيب بخيبت الامل .. يظن ان الوقت بدأ بالنفاذ والاماكن قد شغرت وهو مسرع يبحث بلهفة هنا وهناك وجد طريق يسر حكاياه السامعين ولكن لا يصدقه الواعقيين .. قال لعلي اجد سعدي هنا وغايتي ومنيتي ..وهو يسير في هذا الطريق تأتيه اشارات الاهيه توقف مكانك ولكنه أعمى القلب فقد الإحساس .. تأتيه اشارات حسية ملموسة مسموعة توقف قبل ان تسقط الى هاويه .. ومافائدة السمع والبصر اذا مات القلب .. ويكمل مسيرته وهو مشغول البال متلهف لذلك النور الذي سوف يرد ليه أيام عمره التي ضاعت .. ومع هذا الإصرار العنيد الغير مكترث يقع شراك اليأس الذي يجعله يقدم على كل فعل مجنون ليخرج من أحواله التعيسة ولكنه بذلك وفي نشوة بحثه عن الحياة المثاليه سقط من القمة الى الهاويه .
وتلك الفتاة الرقيقة التي تبحث عن من يتحوي مشاعرها ويفهم كلماتها وترتمي في حضنه لتنسى عالمها لتعيش في عالمه اميرة الحوريات .. ومع تقدم العمر كل يوم شغفها للقاء الحبيب يزيد ..ولدفئ حضن رجل تريد ... فتخرج من خدرها بعد انتظار تبحث عن ذلك الحب التي تحلم به .. وبتحث هنا وهناك عن شخص صادق في مشاعره قبل كلماته .. وتدخل في ساحة بها كلاب مسعورة تعودت عض اللحوم البريئة وتمزيقها .. وبجميع الأسليب الخبثية والمريضة والمعدية .. فيعجها شاب رتب كلماته وحفظ لحظات قولها .. وهي تهيم بما يقول وتشعر بكل كلمة يقولها كأنه يخاطبها .. تقرر التودد له وجذب انتباهه وتكسر بذلك حاجز الحياء الذي لطالما حفظها وجبها عن الكلاب المسعورة .. ومع أول تعرف ولقاء تظهر لها علامات واضحات تقول لها .. ابتعدي وعودي أدراجك ,, ولكنها تتجاهل ذلك الصوت وتمضي في طريقه وصعودها الى الهاوية .. لتصبح لقمة سهله بين فكي الكلاب المسعورة ليجعلوها بعد ذلك ك الحمام المتنقل وتدخل في طريق لا يمكنها الرجوع منه الى بقوة إيمان وتوبه نصوحة .. كل شخص يمشي في طريق خاطئ لا بد انه يصعد الى الهاوية ولا يمكن لما تأسس على خطأ يتحول الى صواب .. لا تلقي بنفسك وأحلامك الى الهاوية .
الصعود الى الهاوية
4/
5
بواسطة
حرفين
