كنت طفلا


كنت طفلا

كنت طفلا عندما ابتسمت لي لحظات الدهر الباكيه كنت طفلا تاخذني الدنيا في حضنها الدافي بين ذراعيها القاتلتان رئيت ابي وقد اشترى قلما وكراسة لاخي ففرح بها فأردت ان اشاركه فرحته , لم اكن اعلم ان لحظة فرح قد تجعل حياتي كلها ندما وحزنا وتعاسةً , لعبت مع ابن الجيران سنوات , وكانت على شفتينا ابتسامة لا تقطع , كان حولي في المدرسة اصدقاء لا نعرف معنى الكذب , كنت ارى ان جميع السيدات امي , وجميع البنات أخواتي , كبرت وحلمت دفتري ومجموعة أقلامي , في كل ليلة اخط وارسم تساقط اوراقي , كل يوم يذهب يأخذ من عمري , كل يوم أعيشه اكتشف أحقاد تغطي عين الشمس , ونفوس تتلون بين السواد والرماد , وكلام ينطق من أجل الكلام والقلوب تتحدث بعين الحقيقه ,رأيت ابن الجيران وقد اكتسح رأسه بياض الشعر , والهموم اخذت من صحته الكثير , ورأيت بنت الجيران تجر أبنهاءها خلفها وقد تخل الأب عنهم , لم اعد استطيع اخذ حاجات اخي , ولم أعد العب بألعابه , اختلفت طباعنا وضاقت صدورنا , والمصحلة حركت فينا روح الجشع , كثرت همومي , فـ الزوجه الوفيه لم تعد موجوده , اذا فقرت بان معدنها , والصديق الوفي لم يعد موجودا , قد يبيعك عند اول صفقة رابحه , اخي يصارع مع همومه من اجل البقاء , كل شخص مشغول في هذه الدنيا , وبقيت وحيدا عندما حلمت دفتري وأقلامي 
ليتني أعود طفل فتكون أكبر همومي لعبتي... ليتني أعود طفل فتكون أعظم ذنوبي شقاوتي..ليتني أعود طفل فتكون أجمل تعابيري ضحكتي..ليتني أعود طفل فتكون أصدق أحاسيسي بسمتي...ليتني أعود طفل فتكون أكبر أحزاني دمعتي , 
وليتني يوما لم أحمل دفتري وأقلامي

مقالات ذات صلة

كنت طفلا
4/ 5
بواسطة

إشترك بالنشرة البريدية

لا تترد في الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني،للحصول على أخر اخبارنا